أخبار مصر.
مليونية الاحتفاء بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير "..جاءت تتويجاً لسلسلة من المليونيات التى أصبحت من أكثر الكلمات تداولا في قاموس المصريين السياسى بعد ثورة 25 يناير وكانت بدايتها مع "جمعة الغضب" التي وحدت صفوف المصريين لإسقاط النظام السابق ،ثم توالت المليونيات، التى اعتبرها الثوار وسيلة ضغط لتنفيذ مطالبهم المشروعة وفى مقدمتها محاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه.
وكلما وقعت تجاوزات أو تطورات سلبية ، تتجدد الدعوة للمليونيات في ميادين مصر و خاصة ميدان التحرير، بل مع كل جمعة تقريبا تظهر مليونية باسم جديد أو عدة مسميات وفقا لمجريات الأحداث. ومع تسارع الأحداث تباينت ردود فعل "المليونيات" ،وظهرت "مليونيات مضادة "بالعباسية ،ومن أبرز المليونيات عبر السنة الأولى من عمر ثورة يناير:
جمعة28 يناير .. الغضب
توافق الشعب المصرى يوم " جمعة الغضب" الموافق 28 يناير 2011 ، على مبادىء الثورة الشهيرة "عيش حرية..كرامة ..عدالة اجتماعية"، ورغم إعلان الإخوان والتجمع والوفد عدم مشاركة القيادات رسميا، ورفض الحركة السلفية المشاركة فى جمعة الغضب، لرفضهم مبدأ الخروج على الحاكم ، إلا أن جميع التيارات السياسية كانت ممثلة بميدان التحرير، وانتهى يوم الغضب بإعلان اعتصام مفتوح بميدان التحرير لحين إسقاط النظام السابق.
وبعد أداء صلاة الجمعة ، اندلعت مظاهرات شعبية واسعة ، فخرج الملايين في أغلب المدن المصرية كالقاهرة والإسكندرية والسويس والمنصورة وطنطا والإسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور وغيرها ،مطالبين بتعديلات سياسية ورافضين سياسة القمع التى اتبعتها الشرطة المصرية خلال سنوات سابقة. وفى عصر هذا اليوم أصدرت وزارة الاتصالات أمرا بوقف خدمة الإنترنت والرسائل القصيرة (sms) والاتصال عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الجمهورية.
ورغم اطلاق الأمن في القاهرة القنابل المسيلة للدموع في محاولة لمنع المحتشدين من الوصول إلى ميدان التحرير و الميادين الكبرى ،إلا أن المتظاهرين نجحوا في السيطرة على مدينتي الإسكندرية والسويس، فتم إحراق معظم مراكز الشرطة في الإسكندرية واضطرت قوات الأمن إلى الانسحاب من المدينة بعد الفشل في قمع المتظاهرين، أما في السويس فقد سَيطَرَ المتظاهرون على قسم شرطة الأربعين ، واستخدموا القنابل المُسيلة للدموع ضد رجال الأمن وتم حرق مقر للحزب الوطني الحزب الحاكم الرئيسيّ الواقع في القاهرة.
واستمرت المناوشات فى الميادين منذ انتهاء صلاه الجمعة حتى المغرب،و كانت الشرطة تتعامل بكل وحشية ضد المتظاهرين واستخدمت الرصاص بكل أنواعه مما أسفر عن كثير من القتلى والمصابين، فوق الألف قتيل بالإضافة الي اعتقال الآلاف. بينما تصدى الشباب فى كل انحاء مصر لعنف الشرطة عن طريق الحجارة و الطوب و إلقاء القنابل المسيلة مرة اخرى على الامن المركزى.
وفي نهاية اليوم،نزلت مدرعات الجيش المصري إلى شوارع المدن لتعويض غياب قوات الشرطة وحدثت حوادث نهب و كادت السرقات أن تطال المتحف المصرى رغم اعلان حظر التجوال إلا أن المتظاهرين شكلوا دائرة كبيرة محيطة بالمتحف كله و دوريات للمراقبة داخل وحول المتحف طوال الليل حتى وصلت قوات الجيش لحماية المتحف المصرى.
فبراير.. التنحى
تضامنت كل التيارات السياسية خلال فترة الاعتصام بالميدان منذ بداية فبراير حتى تنحى الرئيس السابق ولعبت أدوارا مهمة ، حيث قام أفراد من الإخوان المسلمين بتوفير الأدوية والأغذية اللازمة لفترات الاعتصام، فى حين قامت قوى اليسار بحشد قطاعات من العمال إلى الميدان، إضافة إلى تحرير نشرات دورية عن أخبار الميدان، واهتم الليبراليون بالتواصل مع المنظمات العالمية، لبلورة رأى عام خارجى للضغط على النظام السابق، ونشطت الحركات الشبابية الثورية ، أما "الالتراس" فقد ظهروا لأول مرة خارج ملاعب الكرة، واهتموا بتأمين الميدان.
ونتيجة اصرار المتظاهرين على تنحى الرئيس السابق وتنظيم مسيرة حاشدة الى قصر الرئاسة ،أعلن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق خطاب تنحى مبارك فى 11 فبراير2011.
جمعة النصر
وفى 18 فبراير، دعا شباب الثورة إلى مليونية باسم "جمعة النصر"، طالبوا فيها بمحاسبة جميع رموز النظام الفاسد والإفراج عن المعتقلين وإلغاء الطوارئ وحل الحزب الوطنى وأمن الدولة.
واحتشد فى تلك الجمعة عدد كبير من المتظاهرين بكل ميادين مصر – عقب الصلاة – للمطالبة بإقالة كل رموز الحزب الوطني المنحل، من المناصب التي يحتلونها عقب ثورة يناير ورفض التأجيلات غير المسببة لمحاكمات المتهمين ، مرددين " لا إخوان ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب ".
كما طالب شباب الثورة بمحاكمات علنية عن طريق نقلها علي الهواء مباشرة لضمان الشفافية والنزاهة.
جمعة مارس.. الشرعية الثورية
فى جمعة 4 مارس، ذهب د.عصام شرف رئيس الوزراء السابق إلى ميدان التحرير للتحاور مع جموع الثواربعد الصلاة ، ووقتها هتف المتظاهرون "الجيش والشعب إيد واحدة" بينما وجه شرف رسالة تحية لدماء الشهداء ولأهلهم وللمصابين.
وخلال مارس، أكد المعتصمون فى ميدان التحرير المطالب الشعبية السابقة من سرعة محاكمة رموز النظام السابق والغاء حالة الطوارىء وغيرها .
وقد شهد هذا الشهر تعيين أول حكومة ثورية باسم حكومة الإنقاذ الوطنى، برئاسة دكتور عصام شرف، الذى اختار الذهاب إلى الميدان، إيمانا منه بالشرعية الثورية ، ويعد أول مسئول يستمد شرعيته من الشارع، بعد ثلاثين عاما من تزوير الإرادة الشعبية.
جمعة أبريل.. المحاكمات والتطهير
فى 8 أبريل ،دعت القوى الثورية إلى جمعة "المحاكمات والتطهير" للمطالبة بسرعة محاكمات رموز النظام الفاسد وتطبيق العزل السياسى على أعضاء الحزب الوطنى المنحل.
وقد استجابت كل القوى السياسية لدعوة هذه المليونية، لكن سرعان ما ظهرت خلافات بين عدد من التيارات حول الاعتصام فى الميدان، وخاصة الدعوة السلفية، التى شاركت فى المليونية لكنها رفضت الاستمرار فى اعتصام مفتوح، وأكدت فى بيان لها أنها مع محاكمة رموز الفساد، لكنها ضد المطالبة بتنحى المجلس العسكرى.
جمعة 20 مايو ..رفض العفو
طالب المتظاهرون بهذه الجمعة بضرورة إجراء محاكمات فورية لرموز النظام السابق، بتهم الفساد السياسي، ومحاولة توريث الحكم ، وقتل المتظاهرين أثناء الثورة، وغياب معايير الكفاءة في التعيين ، مع وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين ومقاومة مثيري الفتنة مع تطبيق سيادة القانون، وعزل قيادات أمن الدولة السابق التي أهانت الشعب وعذبته .
وردد المتظاهرون هتافات تعادي الرئيس المخلوع " يا مبارك مش قابلين اعتذارك " ،" المحاكمة المحاكمة للعصابة اللي كانت حاكمة " .
واتهم المتظاهرون الاخوان بمحاولة إفساد دعوتهم للثورة الثانية بتوزيع منشور يدعو لمسيرات يوم 24 مايو بدلا من 27 مايو ضد المصالحات ، ما اعتبروه تشتيتا للجهود .
كما أصدرت القوي السياسية بيانا رفضت فيه الصلح مع "لصوص المليارات"، ووقع عليه ممثلو الأحزاب والحركات السياسية:" الجبهة الديمقراطية والغد والحزب الشيوعي والحملة الشعبية لدعم البرادعى، وجبهة شباب الثورة في المحافظات، والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والكرامة والعدل والتحرير المصري والاشتراكي المصري والتحالف المصري الليبرالي والحرية والانتماء، والوفاق القومي، والحضارة المصري الديمقراطي واتحاد شباب الثورة، واتحاد شباب مصر الحر- الاتحاد العام لائتلاف شباب الثورة، وثوار مصر والوعي الحر والإصلاح والحرية، والبرلمان الشعبي وائتلاف ثورة مصر الحرة.
جمعة 27 مايو " الثورة الثانية ":
دعا المشاركون في المظاهرات المواطنين للمشاركة في جمعة الثورة الثانية يوم 27 مايو احتجاجا على التباطؤ في تنفيذ مطالب الثورة والعودة للأساليب القديمة في إدارة البلاد.
وطالب الشباب الداعون للثورة الثانية بالإبقاء على وزارة الدكتور عصام شرف مع تطهيرها من الوزراء المحسوبين على النظام السابق وتعيين من يتوافر فيه النزاهة والكفاءة والمعارضة للنظام السابق، وإقالة النائب العام وتعيين نائب عام مشهود له بالنزاهة وتشكيل لجان ثورية نيابية من القانونيين الشرفاء فى كل المحافظات لملاحقة المفسدين ورفع حالة الطوارئ فوراً والافراج عن المعتقلين قبل وبعد الثورة، وإلغاء المحاكم العسكرية للمدنيين وتشكيل لجان عن طريق نوادي القضاء والقضاء العسكري تقوم بإعلان أسماء السجناء في مصر وفتح باب تقدم السجناء بالتظلمات لهذه اللجان ، وسرعة محاكمة مبارك ونجليه مع إذاعة المحاكمات على القنوات التلفزيونية بتهم إفساد الحياة السياسية والاجتماعية بمصر .
ودعوا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة الفورية لاسترجاع ثروات مصر المنهوبة ومصادرتها داخل وخارج البلاد ، وتطهير القضاء وتنظيم انتخابات داخلية لاختيار رؤساء المحاكم وإعادة هيكلة وزارة الداخلية فوراً وحل جهاز أمن الدولة سابقاً ، وإطلاق حرية إنشاء و الجمعيات و النقابات وإصدار الصحف ووسائل الإعلام الأخرى بدون قيود.
كما طالبوا بمحاسبة كل قيادات الحزب الوطني الديمقراطي بتهمة إفساد الحياة السياسية وتخريب الاقتصاد على أن يحظر على أعضائه ممارسة الحياة السياسية لمدة 5 سنوات على الأقل، و حل المجالس المحلية وتعيين المحافظين الجدد بالانتخاب .
جمعة 3 يونيو ..العمل
وجه شباب الثورة الدعوة إلى تحويل يوم الجمعة 3 يونيو الى "جمعة عمل" ودشن حملة لتشجيع المنتجات المصرية، ينضم اليها عضو كل 6 دقائق، ويتبنى مشاريع للتصنيع بالأحياء الفقيرة، ويهتم بنشر الوعى بين المواطنين بضرورة النهوض الاقتصادى والحضاري.
ونزل الشباب المشرفون على الحملة إلى الشوارع، ووزعوا الدعوات على المواطنين، مستندين إلى أن "الشهداء ضحوا بأعمارهم من أجل مصر، فضح أنت من أجلها بثمانى ساعات عمل، مما يضيف للاقتصاد المصرى مليارى جنيه".
ودعوا المصريين للذهاب لأعمالهم بدلا من النزول إلى ميدان التحرير، وذلك فى جمعة واحدة فقط كل 3 شهور مما يدر على الاقتصاد ثمانى مليارات جنيه فى سنة واحدة.
وتزامنت معها "جمعة..الدستور أولا" حيث نظمت مجموعة من القوى الوطنية والسياسية بالإسكندرية مظاهرات حاشدة عقب الصلاة بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، و صاحبها مهرجان خطابي تحت شعار "جمعة الدستور أولا" للتأكيد على التمسك بكل أهداف ومطالب الثورة.
وشهدت تلك الجمعة إقبالا محدودا من قبل المواطنين ، وتمسك مجموعة من النشطاء بمختلف المحافظات بوضع الدستور أولاً حتى تستقر الأوضاع الداخلية والخارجية بمصر. وشارك بالتظاهرة الائتلاف المدنى الديمقراطى ، المكون من أكثر من 30 حزبا وحركة بالإسكندرية.
ومن جانب أخر ، رفض مجموعة من النشطاء قانون الانتخابات مجلس الشعب الذي أعلنه المجلس العسكري والذي يقضي بأن تجري الانتخابات بالقائمة المغلقة على ثلث المقاعد والثلثين بنظام الفردي.
جمعة يوليو..القصاص
دعت القوى الثورية لجمعة القصاص للشهداء فى أول أيام يوليو إثر المواجهات التى حدثت فى نهاية يونيو بين عدد من شباب الثورة وقوات الأمن، بعد تعرض أهالى الشهداء لاعتداء أمام مسرح البالون.
وقد حددت القوى الثورية المشارِكة فى المليونية مطالبها فى وضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه، وحد أقصى للأجور، ومحاكمات علنية وسريعة لمبارك وأولاده ووزرائه وكل من أفسدوا الحياة السياسية وتكريم الشهداء وأسرهم، وتكريم المصابين وعلاجهم على نفقة الدولة وحرمان أعضاء الحزب الوطنى المنحل من حق الممارسة السياسية لمدة 5 سنوات على الأقل وتفعيل قانون الغدر والإفراج الفورى عن كل المعتقلين السياسيين. فى حين أعلن حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين مقاطعتهم، بدعوى عدم فعاليات المليونيات المتعاقبة.
جمعة 8 يوليو "مصر أولاً ":
شاركت كل القوى السياسية في مظاهرات الجمعة 8 يوليو تحت شعار " مصر أولاً" ، بعد تخلي أغلب القوى السياسية عن مطلب " الدستور أولاً"، " لاستكمال أهداف الثورة ومواجهة استمرار أساليب نظام مبارك القمعى المستبد والتباطؤ الشديد في محاكمات الطغاة والقتلة والمفسدين .
ومن الأحزاب السياسية التى شاركت بها :" الوفد ، الجبهة الديمقراطية ، الغد، التجمع ، الكرامة ، الأحرار، الخضر ، التحالف الشعبي الاشتراكي ، الدعوة السلفية ، المصريين الأحرار، الشيوعي المصري، حركة كفاية ، حملة دعم البرادعى ، ائتلاف سيدات الثورة، ائتلاف الثورات العربية ، مركز مبادرة ، اللجان الشعبية بالإسكندرية ، ائتلاف الأدباء والفنانين ، الحملة الشعبية لمراقبة الانتخابات ، ائتلاف شباب المحامين .
جمعة 22 يوليو..الحسم
طالب المشاركون فى الجمعة بتحديد مصير الثورة وحسم جميع الأمور العالقة واتخاذ قرارات حاسمة لتنفيذ مطالب الثوار بعد مرور حوالى أسبوعين على اعتصام 8 يوليو، بالإضافة إلى استقالة الحكومة بالكامل وإنشاء حكومة ثورة مستقلة كاملة الصلاحيات لإنقاذ الثورة وأهدافها فى هذه الفترة الانتقالية المهمة.
كما طالبوا بسرعة نقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى مستشفى طرة ، ومحاكمته علنية ووزير الداخلية الأسبق وقتلة الثوار، وتطهير جميع مؤسسات الدولة من أعضاء الحزب الوطنى المنحل وإلغاء قانون تجريم الاعتصامات وقانون الطوارئ، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين،وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإلغاء الأحكام الصادرة ضدهم وإعادة محاكمتهم مدنيا.
وقد دعت إليها بعض الأحزاب والقوى السياسية والحركات الشبابية ، وعلى رأسها حركة 6 أبريل، بينما عارضها البعض الآخر وفى مقدمتهم الإسلاميون الذين فضلوا الاستعداد لما أطلق عليه (جمعة الاستقرار) ورفض أيضا العديد من القوى السياسية المشاركة في تلك المظاهرات لإعطاء فرصة للحكومة الجديدة لتحقيق مطالب الثورة.
جمعة 29يوليو..الإرادة الشعبية
شهد ميدان التحرير منذ الصباح الباكر توافد عشرات الآلاف من المشاركين في "جمعة الارادة الشعبية وتوحيد الصف"، وسط حضور طاغ للتيار الاسلامي.
وقد نصبت في الميدان 3 منصات للاسلاميين الذين رفعوا لافتات تؤكد رفضهم للمبادئ فوق الدستورية، وتطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية مثل" احكمونا بالشريعة الاسلامية- احكمونا بالقرآن".
وأجمعت الأحزاب والحركات السياسية المشاركة فى الجمعة على أن نجاح الثورة كان باتحاد الكلمة وتنحية المطالب الخاصة داعين الى التفاف الجميع حول خمسة مطالب رئيسية، هي :القصاص للشهداء وتقديم قتلتهم للمحاكمة، وفتح ملف القناصة، و تسريع الحكم فى قضايا قتل الشهداء وحماية أسر الشهداء، بالإضافة الى سرعة محاكمة الرئيس السابق وتفعيل قانون الغدر وتطهير المؤسسات المختلفة ممن أفسدوا حياة المصريين.
كما طالب المشاركون فى الجمعة بإيقاف المحاكمات العسكرية بحق المدنيين و تحديد جدول زمنى واضح لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بما يضمن تسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.
يذكر أن أكثرمن 15 حزبا وحركة سياسية شارك بها ،منها : الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وحزب النور والتيار السلفى والجماعة الإسلامية وائتلاف شباب الثورة والجبهة القومية للعدالة الديمقراطية وحركة المصرى الحر وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحزب العمال الديمقراطى ،الاشتراكيون الثوريون وحزب الوعي وتحالف حركات توعية مصر وحزب المصرى الديمقراطى.
جمعة أغسطس.. الإسلاميون أولاً
رغم بدء أولى جلسات محاكمة مبارك ونجليه الأربعاء 3 أغسطس فى أكاديمية الشرطة، احتشد نحو مليونى شخص فى أكبر تجمع لقوى التيار الإسلامى بمصر بميدان التحرير و مدن مصرية أخرى للمشاركة في "جمعة توحيد المطلب" يوم 8 أغسطس.
واعترض المحتشدون على المبادئ فوق الدستورية، التى أعلنها المجلس العسكرى بحجة أنها محاولة لإقصاء الشعب والتفاف على استفتاء الدستور فى مارس الماضى بينمت انسحبت حركة كفاية و«6 أبريل»، وحزب التجمع، وغيرها.
جمعة طرد السفير الإسرائيلي:
شارك في تلك المليونية الإخوان المسلمين تحت عنوان " الشعب يريد إسقاط إسرائيل" للمطالبة بمنع بيع الغاز بشكل نهائي لإسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي من مصر وفتح المعابر وعودة اللاجئين إلي أراضيهم والإفراج عن جميع الأسري، مرددين " ع القدس رايحين شهداء بالملايين "، و" بالروح بالدم نفديك يا غزة " الى جانب القصاص من قتلة الجنود والضباط المصريين على الحدود مع إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد وتعمير سيناء.
وقد وقعت احتكاكات طفيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية في مليونية "طرد السفير" الإسرائيلي التي بدأت بعد صلاة الجمعة26أغسطس بسبب إصرار عدد من الشباب على اقتحام مقر السفارة.
جمعة 9 سبتمبر" تصحيح المسار":
قل عدد المليونيات خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر ، مع غياب متكرر للقوى الإسلامية، ومشاركة رمزية للأحزاب الليبرالية ، وقد أخلى الجيش اعتصام الميدان فى أول أيام رمضان الماضى، فى محاولة للسيطرة على الحالة الأمنية فى البلاد، قبل بدء الانتخابات البرلمانية فى نوفمبر .
وشهدت تلك الجمعة انقساما بين التيارات الليبرالية بمدينة الإسكندرية حول خط سير المسيرة التي تنطلق من ميدان القائد إبراهيم، فبعضهم يرى عدم الخروج عن ساحة المسجد، و الأخر يعتقد أن الذهاب إلي المنطقة الشمالية أفضل، لكنهم اجتمعوا على توحيد مطالب مظاهرة 9 سبتمبر فى الإلغاء الفوري للمحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتنفيذ الحكم القضائي بوضع حدين أدنى وأقصى للأجور.
و اشترك فيها أحزاب منها: "مصر الحرية"، و"الخضر"، و"المصريين الأحرار"، والحركات الممثلة في "شباب6 إبريل"، و"الحملة الشعبية لدعم البرادعي"، و"مركز مبادرة لدعم قيم التسامح والديمقراطية"، و"التيار الليبرالي المصري".وفي المقابل رفضت الجماعة المشاركة في مظاهرات جمعة "تصحيح المسار"، معتبرة أن تلك المليونيات قد فقدت دورها وأدائها.
جمعة استرداد الثورة 30 سبتمبر
شاركت في مظاهرات هذه الجمعة مجموعة من الأحزاب السياسية منها:"الوفد"،و"الغد"، و"العدل"، و"الأحرار"، و"المصريين الأحرار"، و" التحالف الشعبي الديمقراطي"، و" الشيوعي المصري"، وحركات سياسية، منها: "6إبريل الجبهة الديمقراطية"، و"حركة شباب من أجل العدالة والحرية".
وحمل المتظاهرون لافتات تعبر عن مطالبهم ومنها :"لا للطوارئ"، و"الشعب يريد تطهير المؤسسات"، و" لا للمحاكمات العسكرية "، و"الشعب يريد قانون الغدر"،و"نعم لتعديل قانون الانتخابات" ،مرددين هتافات منها"ثورة ثورة حتى النصر لسه الفلول بتحكم مصر" .
جمعة أكتوبر.. المطلب الواحد
دعت مجموعة من الحركات الثورية جميع فئات الشعب المصرى إلى النزول لميدان التحرير عبر"الفيسبوك" للتظاهر يوم الجمعة 28 أكتوبر على صفحة "ثورة الغضب المصرية الثانية"، التي أطلقت على المظاهرة اسم "جمعة المطلب الواحد"، وهو أن يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم فوراً إلى سلطة مدنية لحين انتخاب رئيس الجمهورية.
وأعلنت "حركة شباب 6 أبريل" مشاركتها ، لكنها لم تطالب بالتسليم الفوري للسلطة، وإنما دعت إلى النزول لكل ميادين مصر للمطالبة بـ"إتمام نقل السلطة إلى رئيس وبرلمان مدنيين منتخبين"، بحيث يكون فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في موعد أقصاه 5 أبريل 2012 على أن تجرى انتخابات الرئاسة في 5 مايو 2012".
ثم توافد إلي ميدان التحرير الآلاف المطالبون باسترداد الثورة حيث حددوا مطالبهم في وضع جدول زمني لتسليم السلطة إلي قيادة مدنية منتخبة وإنهاء حالة الطوارئ وتحقيق المطالب المشروعة للعاملين بالدولة وتطهير جهازي الإعلام والقضاء. وجدد المشاركون المطلب الأساسي الذي بدأت به ثورة25 يناير خلال المسيرة مرددين "عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية".
كما ظهرت لافتات في الميدان تؤكد مطالب الثورة من بينها التحرير يرفض قانون الانتخابات ويطالب بتفعيل قانون الغدروشهد ميدان التحرير عدة مسيرات تضمنت مسيرة للمطالبة بالافراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المحتجز بأحد سجون أمريكا.
وأضاف "ائتلاف شباب الثورة"، لمطلب تسليم السلطة ثلاثة مطالب أخرى، داعيا في بيان مشترك مع حركات سياسية شبابية أخرى المواطنين من كل الاتجاهات السياسية إلى تشكيل جبهة واحدة، تبدأ الجمعة 28 أكتوبر، وتستمر بالضغط الشعبي على المجلس العسكري لتحقيق مطالب رئيسية هى:
- تسليم المجلس العسكري السلطة لسلطة مدنية منتخبة بحلول أبريل 2012 تتولى الإدارة والإشراف على المرحلة الانتقالية حتى صياغة الدستور وإجراء أول انتخابات بناء عليه.
- تقليص صلاحيات المجلس العسكري الحالية ومنح أوسع صلاحيات لحكومة وطنية، تعمل على الاستجابة لمطالب المصريين المطالبين بحقوقهم وتحقيق الحد الأدنى المقبول من العدالة الاجتماعية والانحياز لمصالح الشعب، وتوفر مناخ أمني مناسب لإجراء انتخابات نزيهة تعبر عن إرادة المصريين.
- إقالة ومحاكمة كل المتورطين في خداع وتضليل المصريين في الفترة السابقة في جهاز الإعلام الرسمي ، وتطهير هذا الجهاز ومنحه استقلالية، وتحرير الإعلام عامة من سلطة الرقيب العسكري.
- إقالة ومحاكمة كل المتورطين في استخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية للمواطنين المصريين وإقرار حق التظاهر والاحتجاج السلمي تعبيراً عن الرأي.
جمعة 18نوفمبر..الفرصة الأخيرة
عقب الأحداث الدامية التى شهدها شارع محمد محمود ، و راح ضحيتها عشرات الشهداء، وفقد على أثرها عشرات الشباب عيونهم، بسبب قناصة تابعين للداخلية، قرر عدد من القوى السياسية تنظيم مليونية أخرى، أطلق عليها اسم جمعة الفرصة الأخيرة. وخرج عشرات الآلاف من المحتجين للتظاهر ضد المجلس العسكري رفضا لتعامل الجيش مع النشطاء باستعمال القوة المفرطة.
وقد شهدت تلك المليونية اختفاء اللافتات والمنصات، فقد وحدت الدماء الطاهرة للشهداء جميع القوى السياسية، كما شارك بها العديد من اتباع التيار السلفى، و شباب الإخوان، وكان الميدان يومها أشبه بيوم الاعتصام الذى سبق إسقاط النظام.
بينما شهد ميدان العباسية مليونية مضادة ، شارك بها الاف المؤيدين للمجلس العسكري في مظاهرة أقل عددا شعارها "لا للتخريب" ورفع المتظاهرون لافتات منها "الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة" و"موتوا بغيظكم.. نعم للمجلس العسكري."،ما يشير الى الانقسام بين مليونيات مؤيدة واخرى معارضة لحكم العسكر .
جمعة 23 ديسمبر .. "رد الشرف ":
وشهدت تلك الجمعة 23 ديسمبر مظاهرات بميدان التحرير وكل ميادين مصر، من قوى السياسية وحركات شبابية احتجاجا على ممارسات رجال الشرطة العسكرية العنيفة ضد النساء المتظاهرات في أحداث مجلس الوزراء .
وفجرهذه المليونية التى كانت نسائية فى أغلبها مشهد تعرية إحدى الفتيات من قبل أفراد فى الشرطة العسكرية و طالب المتظاهرون المجلس العسكري بتسليم الحكم لسلطة مدنية وإقالة حكومة د.كمال الجنزوري.
بينما رفض الإخوان وحزب الوفد المشاركة فى جمعة رد الشرف، التى دعا إليها مجموعة من النشطاء، ردا على سحل الفتيات فى حين أعلن حزب النور السلفى مشاركته فى المليونية فى اللحظة الأخيرة فى محاولة للانضمام لصفوف الشعب، وطلب الشرعية من الميدان مرة أخرى.
جممعة لم الشمل .. الباعة الجائلين
مظاهرة جمعة "لم الشمل " فى 30ديسمبر بميدان التحرير، لم يستجب لها سوى العشرات، وأغلب الحاضرين فيها كانوا من الباعة الجائلين المقيمين فى الميدان.
وذكر بيان وقعت عليه ست حركات وائتلافات بما فيها ائتلاف شباب الثورة، أن الموقعين تلقوا بمزيد من الاستياء و الدهشة دعوة مجموعة أشخاص يدعون انهم من ثوار التحرير ويريدون ان ينشئوا ما يسمي بتحالف القوي المصرية ويدعون الي جمعة " لم الشمل"،وأكد البيان أنهم منشغلون بشرح مبادرتهم لنقل السلطة الي سلطة مدنية منتخبة في أقرب وقت ".
الأربعاء مليونية ..25 يناير
عمت مليونية الاحتفاء بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير جميع ميادين مصر حيث طاف المشاركون شوارع وسط القاهرة من كورنيش النيل حتى عادوا إلى ميدان التحرير، حاملين علما ضخما يبلغ طوله نحو100 متر،وأعلنت بعض التيارات والحركات بما فيها ائتلاف شباب الثورة الاعتصام بالميدان حتى جمعة العزة والكرامة .
وردد المشاركون فى المسيرة هتافات مطالبة بسرعة القصاص من قتلة الثوار واسترداد الأموال المنهوبة بالإضافة الى هتافات معادية للمجلس العسكرى ومطالبة بسرعة تسليم إدارة البلاد إلى سلطة مدنية.ورفع المشاركون بالميدان اللافتات التى تعبر عن مطالبهم ومن بينها الشعب يريد اسقاط النظام ، الشعب يريد تطهير الإعلام - هدم الفساد .
وبالتزامن مع احتفالات ميدان التحرير، قامت القوى السياسية بمختلف المحافظات بالتوافد على الميادين الرئيسية إحياء لهذه الذكرى، فعلى سبيل المثال انطلقت من أمام مجمع كليات جامعة الإسكندرية مسيرة تضم ما يقرب من 600 طالب وطالبة من مختلف الكليات توجهت إلى منطقة سيدي جابر التي يقع بها مقر المنطقة الشمالية العسكرية وصولا إلى مسجد القائد إبراهيم الذي أصبح نقطة انطلاق للثوار.
وطالب الطلاب بضرورة تسليم السلطة في أسرع وقت الى دولة مدنية منتخبة والقصاص العادل من القتلة والمحاكمة السريعة العادلة لكل من تسبب في الفساد.
وفي محافظة السويس، توافد الآلاف على ميدان الأربعين منذ صبيحة هذا اليوم وسط حضور كبير من الشباب فيما قامت أسر الشهداء بالاحتشاد داخل مسجد الشهداء بالمحافظة استعدادا للانطلاق بمسيرة من المسجد إلى الميدان حاملين النعوش للمطالبة بالقصاص لدم الشهداء.
كما نظم عدد من الأحزاب والحركات السياسية بالشرقية ثلاث مسيرات عبر الطرق الرئيسية بمدينة الزقازيق استقرت بميدان عرابي وطالبوا المجلس العسكري بتسليم السلطة لمجلس الشعب وفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فورا.
والملاحظ أن المشاركة في المليونيات بالقاهرة انقسمت بين المؤيد والمعارض لها .. ففي الوقت الذي دعا فيه الثوار للمليونيات بميدان التحرير، أقام مناهضون للثورة مليونية بميدان مصطفى محمود لمناصرة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعد إسقاط النظام، وانقلاب بعض الثوار ضد المجلس العسكري اتجهت المليونيات المؤيدة للمجلس إلى ميدان العباسية.
وقد شهد ميدان العباسية فى احتفالية 25 يناير اشتباكات محدودة بالأيدى بين اعضاء بمسيرة نظمتها حركة 6 أبريل من أمام جامعة عين شمس إلى ميدان التحرير وبين المتظاهرين فى العباسية من مؤيدى المجلس العسكرى والشرطة من حركة "صوت الاغلبية الصامتة" ،ولكن سرعان ما نجح العقلاء من الجانبين فى إنهاء الاشتباكات.
ومع تكرار المليونيات بدأت تنقسم حولها الآراء، فالبعض وجدها السبيل لتوحيد صفوف الثوار، وحماية الثورة من الضياع ووسيلة للتعبير عن الرأي العام أمام المجلس الحاكم.. بينما هناك من يرى أنها تؤثر بالسلب على عجلة الإنتاج ويدعون إلى الهدوء والعمل والإنتاج، وإعطاء الفرصة للمجلس العسكري للخروج من هذه الأزمة . ومع انتخابات مجلس الشعب، انشغلت القوى السياسية بمتابعة العمليات الانتخابية، حيث إن الكثيرين كانوا بين المرشحين ،ما انعكس على تضاؤل عدد المتظاهرين وصرف الأضواء عن الميدان .
والآن بعد تشكيل البرلمان والاستعداد لماراثون انتخابات الرئاسة ، هل ستتراجع المليونيات أم ستظل مرهونة بتطورات الاحداث واستكمال تنفيذ سائر مطالب الثورة ؟.