بقلم : عدنان الصباح
غريب أمرنا نحن فلا زال هناك من يحاول التأكد فيما إذا كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات قد قتل بسم إسرائيلي أم لا, الم يكن يكفي كل ما فعلته إسرائيل بالشهيد ياسر عرفات في حصار المقاطعة والملاحقة والتضييق وخنقه حتى الموت, الم تكن إسرائيل هذه هي من اغتالت أبو جهاد واحمد ياسين وأبو علي مصطفى وخالد نزال وأبو العباس وزهير محسن وماجد أبو شرار وغسان كنفاني والقائمة لم تغلق بعد فما الذي نريده من حملة البحث والتقصي والحوار بما في ذلك توجه السيدة عرفات إلى الفريق السيسي للمساهمة في البحث وقبل ذلك لجان فرنسية وروسية وسويسرية وغيرها وبات كل العالم يتدخل بقضيتنا وكأنها هي القضية الأم وليس لنا قضية ضد إسرائيل عداها وأين سلطتنا إذن ولجنتنا التنفيذية ولم نطلب من احد أن يساعدنا وكيف سيساعد وهل الحل هو التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ولو فعلنا أي نتائج سنصل إليها وإسرائيل ومعها أمريكا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تشاركا في المحكمة وبالتالي فهما غير ملزمتين بتنفيذ قراراتها, ثم ماذا لو أن المحكمة قررت إسقاط الدعوى لعدم الاختصاص أو لعدم كفاية الأدلة وما إلى ذلك هذا فيما لو تمكنا أصلا من الوصول إلى المحكمة.
ثم لاحظوا الاختصاص الإقليمي للمحكمة
( خلال مفاوضات نظام روما، حاولت الكثير من الدول جعل المحكمة ذات سلطة عالمية. لكن هذا الاقتراح فشل بسبب معارضة الولايات المتحدة. وتم التوصل إلى تفاهم يقضي بممارسة المحكمة لسلطتها فقط ضمن الظروف المحدودة التالية:
• إذا كان المتهم بارتكاب الجرم مواطنا لإحدى الدول الأعضاء (أو إذا قبلت دولة المتهم بمحاكمته).
• إذا وقع الجرم المزعوم في أراضي دولة عضو في المحكمة (أو إذا سمحت الدولة التي وقع الجرم على أراضيها للمحكمة بالنظر في القضية).
• أو إذا أحيلت القضية للمحكمة من قبل مجلس الأمن. )
لن تتمكن المحكمة من محاكمة متهم إسرائيلي إذن فإسرائيل ليست عضو ولن تقبل بالمحاكمة ومجلس الأمن لن يحيل القضية للمحكمة ونحن لسنا دولة ولا نملك حق التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ,ثم أن المحكمة تحاكم أفراد فمن هو الفرد الإسرائيلي الذي سيقدم للمحكمة وما هي الأدلة التي ستقدم بحقه وللإسرائيليين القدرة على القول مثلا أنهم لم يلتقوا الرئيس عرفات منذ بدء الانتفاضة الثانية وسنجد أنفسنا فقط أمام متهم فلسطيني وبالتالي نصبح نحن رسميا الشعب الذي اغتال قائده ورمزه حتى لو كان هذا المهم جاسوسا إسرائيليا.
السؤال هو إلى أين تقودنا حكاية البحث عن القاتل المعروف منذ بدا ياسر عرفات حياته الكفاحية ولم يتوه البحث في قضية بمثل هذه الحساسية عبر دول العالم ووسائل العالم والى اين ترغب الجزيرة بتوجيه الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي في مرحلة من اخطر المراحل في تاريخ قضيتنا حيث الانقسام بأبشع صوره والعالم العربي لا يجد وقتا أصلا ليلتفت لفلسطين وقضيتها وإسرائيل تمارس كل الجرائم علنا من الاستيطان والتهويد والإقدام على المسجد الأقصى دون ان تجد من يوقفها عند حدها.
باعتقادي أن هناك من يرغب دوما بتقسيم قضيتنا الوطنية الكبرى إلى مسائل مطلبية حياتية تلغي القضية الأم وتدفعنا إلى دوامات لن نخرج منها أبدا