ظهرت فكرة القومية للمرة الاولى فى تاريخ البشرية بالقارة الاوروبية فى القرن التاسع عشر ؛وذلك منذ أن استخدم (جويسيبى ماتزينى )الزعيم والسياسى القومى الإيطالى هذا المصطلح للمرة الاولى –حوالى سنة1835 –وقد احتل مفهوم ((القومية ))مكانة بارزة فى الفكر السياسى والتاريخى والاجتماعى والثقافى؛وقال (مانزتنى)إن القومية هى انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد.
وأضاف العلماء الالمان وعلى رأسهم (هردر)فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة ووحدة مصادر التاثير الروحى .ثم اضاف الماركسيون أسسا أخرى للقومية اهمها وحدة التكوين النفسى ووحدة السوق الاقتصادية .
ولكن الدارسين من بعدهم مثل (كوهن وكامينا وغيرهم)يكتفون عادة بوحدةاللغة ثم التاريخ المشترك الذى يخلق الانتماء او الشعور بة لازض واحدةومؤسسات اجتماعية وقضايل مشتركة .
إن هذا المفهوم للقومية الذى جاء بةالسياسيون والاوروبيون يتفق مع مفهوم القومية فى عصر الرسل عليهم السلام.فقد عرف العالم القديم عبر تاريخة الطويل أقواما فى ارجائة المختلفة جاء ذكرهم فى الكتب المقدسة .التوراةوالانجيل ثم القران الكريم.فالقوم فى القران الكريم ؛هم أهل قرية واحدة
وهذا ما نفهمه من قولة تعالى:(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشانا بعدها قوما أخرين )كما نفهم من القران الكريم أن هؤلاء القوم يجمعهم نسب واحد فيقول سبحانة (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساءلون *فمن ثقلت موازينة فأولئك هم المفلحون *)الى قوله تعالى (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين )وأخيرا يشير القران الكريم إلى أن افراد هؤلاء القوم تجمعهم أيضا وحدة اللغة حيث قال سبحانة (وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومة).وحقا إن القومية هدف العاقلين منذ فجر التاريخ ؛لذلك كانت حركية القومية فى اوروبا تهدف الى تعميق الشعورالوطنى ؛والتاكيد على وحدة الدولة .
لذلك اتفق الجميع على أن كلمة (القومية)تعبير عن نزعة ذاتية وخصاص مشتركة تميز البعض عن الكل وتعطى إحساسا بالإنتماء ويجعل المسألة القومية رابطة لا تخلو من انحياز يصل إلى حد التعصب الذى يودى فى كثير من المناسبات الى الربط بين القومية والعنصرية .
وقد استوعبت اوروبا الدرس وادركت خطورة تفشى النزعات القومية وظهر بعض كبار المفكرين من امثال (جان بول ساتر ؛وبرنارد شو)وبعض السياسيين مثل (تشرشل ؛وديجو)الذين حاولوا بلورة فكر جديد مناقض لفكر القومية القائم على الانغلاق والتناطح مع الاخرين .لكن كوامن القومية قد تفجرت مرة جديدة فى اوروبا فى اوخر القرن العشرين وادت إلى عمليات تصفية عرقية ومذابح عندما تفسخت يوغوسلافيا السابقة وبدا التناحر بين أبناء القوميات الصربية و البوسنة و الكرواتية.
الامر الذى ادى باوروبا الى أن تسعى نحو الاتحاد الذى سيؤدى بالضرورة الى اصطدام اوروبا الموحدة بروسيا.
واذا كانت حركيةالقومية فى اوروبا كانت بهدف توحيد الامارات المتصارعة والمقاطعات المفككة والتى بلغت ذروتها بمشروع الوحدة الاوروبية؛ فإن حركية القوميةفى الكيان العربى وإن كانت بهدف التخلص من الاستعمار الاوروبى والحكم التركى إلا أنها أدت الى تفتيت وحدة العرب. واذا كانت القومية تقوم اساسا على انتماء جماعة بشرية لكيان جغرافى واحد ولغة واحدة ؛فإن الامة لا يحدها بالضرورة كيان جغرافى واحد ولالغة واحدة ويوضح القران الكريم أن الامة هى الكل الذى يخضع لحكم كتاب واحد شريعة ومنهج وذلك لقولة تعالى فى سورة الانبياء ( إن هذة امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)وقال تعالى فى سورةالجاثية(كل أمة تدعى إلى كتابها ).
إنة فى فرض نظام الامة لاتتناقض مصالح الامة مع الاخرين؛ فاذاكان نظام الامة يقبل بالتعددية العرقية فإنة ايضا يقبل التعددية الدينية داخل كيان الامة فى الوحدات ذات الغالبيةالاسلامية الذين يعيشون فى الكيانات غير المسلمة؛ لان العبرة ليست الخضوع لحكومة اسلامية بالضرورة وإنما العبرة بالخضوع لحكم القران الكريم شريعة ومنهجا. وقد اكد وصول العثمانيين الى كرسى الخلافة أن العروبة لم تكن هى التى حملت الاسلام إلى الشعوب التى قبلتة؛ وإنما الاسلام هو الذى حوى العربية وكان أوسع منها؛ هذا على الرغم من عربية لغة القران الكريم وان رسول الاسلام عربى.
(نشر فى جريدة الاهرام المصرية بتاريخ-5يونيو2010-)
وأضاف العلماء الالمان وعلى رأسهم (هردر)فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة ووحدة مصادر التاثير الروحى .ثم اضاف الماركسيون أسسا أخرى للقومية اهمها وحدة التكوين النفسى ووحدة السوق الاقتصادية .
ولكن الدارسين من بعدهم مثل (كوهن وكامينا وغيرهم)يكتفون عادة بوحدةاللغة ثم التاريخ المشترك الذى يخلق الانتماء او الشعور بة لازض واحدةومؤسسات اجتماعية وقضايل مشتركة .
إن هذا المفهوم للقومية الذى جاء بةالسياسيون والاوروبيون يتفق مع مفهوم القومية فى عصر الرسل عليهم السلام.فقد عرف العالم القديم عبر تاريخة الطويل أقواما فى ارجائة المختلفة جاء ذكرهم فى الكتب المقدسة .التوراةوالانجيل ثم القران الكريم.فالقوم فى القران الكريم ؛هم أهل قرية واحدة
وهذا ما نفهمه من قولة تعالى:(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشانا بعدها قوما أخرين )كما نفهم من القران الكريم أن هؤلاء القوم يجمعهم نسب واحد فيقول سبحانة (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساءلون *فمن ثقلت موازينة فأولئك هم المفلحون *)الى قوله تعالى (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين )وأخيرا يشير القران الكريم إلى أن افراد هؤلاء القوم تجمعهم أيضا وحدة اللغة حيث قال سبحانة (وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومة).وحقا إن القومية هدف العاقلين منذ فجر التاريخ ؛لذلك كانت حركية القومية فى اوروبا تهدف الى تعميق الشعورالوطنى ؛والتاكيد على وحدة الدولة .
لذلك اتفق الجميع على أن كلمة (القومية)تعبير عن نزعة ذاتية وخصاص مشتركة تميز البعض عن الكل وتعطى إحساسا بالإنتماء ويجعل المسألة القومية رابطة لا تخلو من انحياز يصل إلى حد التعصب الذى يودى فى كثير من المناسبات الى الربط بين القومية والعنصرية .
وقد استوعبت اوروبا الدرس وادركت خطورة تفشى النزعات القومية وظهر بعض كبار المفكرين من امثال (جان بول ساتر ؛وبرنارد شو)وبعض السياسيين مثل (تشرشل ؛وديجو)الذين حاولوا بلورة فكر جديد مناقض لفكر القومية القائم على الانغلاق والتناطح مع الاخرين .لكن كوامن القومية قد تفجرت مرة جديدة فى اوروبا فى اوخر القرن العشرين وادت إلى عمليات تصفية عرقية ومذابح عندما تفسخت يوغوسلافيا السابقة وبدا التناحر بين أبناء القوميات الصربية و البوسنة و الكرواتية.
الامر الذى ادى باوروبا الى أن تسعى نحو الاتحاد الذى سيؤدى بالضرورة الى اصطدام اوروبا الموحدة بروسيا.
واذا كانت حركيةالقومية فى اوروبا كانت بهدف توحيد الامارات المتصارعة والمقاطعات المفككة والتى بلغت ذروتها بمشروع الوحدة الاوروبية؛ فإن حركية القوميةفى الكيان العربى وإن كانت بهدف التخلص من الاستعمار الاوروبى والحكم التركى إلا أنها أدت الى تفتيت وحدة العرب. واذا كانت القومية تقوم اساسا على انتماء جماعة بشرية لكيان جغرافى واحد ولغة واحدة ؛فإن الامة لا يحدها بالضرورة كيان جغرافى واحد ولالغة واحدة ويوضح القران الكريم أن الامة هى الكل الذى يخضع لحكم كتاب واحد شريعة ومنهج وذلك لقولة تعالى فى سورة الانبياء ( إن هذة امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)وقال تعالى فى سورةالجاثية(كل أمة تدعى إلى كتابها ).
إنة فى فرض نظام الامة لاتتناقض مصالح الامة مع الاخرين؛ فاذاكان نظام الامة يقبل بالتعددية العرقية فإنة ايضا يقبل التعددية الدينية داخل كيان الامة فى الوحدات ذات الغالبيةالاسلامية الذين يعيشون فى الكيانات غير المسلمة؛ لان العبرة ليست الخضوع لحكومة اسلامية بالضرورة وإنما العبرة بالخضوع لحكم القران الكريم شريعة ومنهجا. وقد اكد وصول العثمانيين الى كرسى الخلافة أن العروبة لم تكن هى التى حملت الاسلام إلى الشعوب التى قبلتة؛ وإنما الاسلام هو الذى حوى العربية وكان أوسع منها؛ هذا على الرغم من عربية لغة القران الكريم وان رسول الاسلام عربى.
(نشر فى جريدة الاهرام المصرية بتاريخ-5يونيو2010-)