السلام عليكم...
قد تستغرب عزيزى القارئ إن قلتُ لك بأن هذا أول مقال لى فى عالم الصحافة والإعلام...بل فى حياتى كلها، وتقول لماذا كل هذا التشاؤم؟!!...
وربما لم تكن فهمتَ بعد معنى هذا العنوان،ولكن أى عاقل لا ينكر بأن العنوان رغم غرابته، فهو يحمل نصيباً من التشاؤم.
والحقيقة هى أن الأمر سيختلف فى نظرك لو فهمت قصدى،وأدركتَ معى بأن الأمر جد خطير...
خاصة فى دولة مثل مصر...
ولهذا ساقص ما حدث معى من البداية ليدرك القارئ ما الذى دفعنى لكتابة هذا المقال.
فى يوم الحادى عشر من فبراير عام الفين وإحدى عشر2011/2/11 تنحى الرئيس السابق(محمد حسنى مبارك)عن الحكم إبان ثورة 25 يناير،وتنحت معه ثلاثين عاماً من تاريخ مصر،لينتقل الحكم إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
حينها وبعد صلاة العشاء،تكلم إمام المسجد قائلاً بالنص:((الأمر لم ينتهى...بل هو الآن بدأ...سلاح الطيران متعاطف مع الرئيس المخلوع...وباقى الاسلحة غير متعاطفة، أو تعاطف بسيط... والمشكلة الآن هى أن يحدث إنشقاق فى الجيش...وتصبح مصر عراقاً ثانية....))
بهذه الجملة أنهى الرجل كلامه،والذى تعلقت منه جملة بذهنى لم أنساها إلى اليوم،ألا وهى:((والمشكلة الآن هى أن يحدث إنشقاق فى الجيش...وتصبح مصر عراقاً ثانية....)).
ومع الفرق الكبير بين حال مصر حينها وحال العراق،إلا أننى وجدت بأننا وبشكل ما نقترب حقاً من منحى أشبه بكثير مما آلت إلى العراق،ألا وهو...
أولاً:بعد استفتاء 19 مارس عام 2011،تحول الشعب من أعظم شعب فى العالم ،الذى أسقط أكبر نظام فى افريقيا،وكان مثالاً للعالم،و...و...،إلى شعب غير مستعد للديموقراطية،غُرر به فى الاستفتاء،و....و....،هذا فقط لأن النتيجة جائت على غير هوى بعض رجال الأعمال الذين يتحكمون فى الإعلام فى مصر.
وبالمقارنة هنا نجد بأنه تماماً ما حدث للشعب العراقى من التقليل منه، والتصغير من شأنه،وجعل العراق فقط مختزَلا فى اسم رئيسه والعائلة الحاكمة.
ثانيا ً:اصدر المجلس العسكرى فى مصر بياناً دستورياً أكد فيه على ان السلطة ستسلم للشعب بعد ستة اشهر،لنجد فيما بعد بأن المدة زادت شهرين آخرين، ثم شهر آخر،ثم...ثم...إلى أن تخيل الشخص بأن كلمة الإنتخابات لن يسمعها مرة اخرى.
وإذا قارنَّا هنا نجد بأن هذا شبه ما حدث فى العراق ألا وهو الإستئثار بالسلطة...
وحتى لا تفهمنى خطأ عزيزى القارئ، إياك وأن تظن يوماً بأنى كتبت هذا المقال طعناً فى الجيش أو فى المجلس العسكرى...كلا والله...بل كل ما أقوله هو فقط تنبيه ونصيحة من ابن لأشخاص فى سن أجداده أروا العالم من هو الجيش المصرى.
ثالثاً:المحاولات المتكررة للوقيعة بين الجيش والشعب،وآخرها أحداث ماسبيرو - والتى سنتحدث عنها لاحقاً بإذن الله- وما سبقها من انفلات امنى فى انحاء مصر كلها،جعل من السهولة بمكان الوقيعة بين عمودى الأمة المصرية الجيش والشعب.
وبالمقارنة هنا نجد بأن العراق واجه نفس المسألة عند العدوان الامريكى على العراق وإسقاط النظام فيها،بغض النظر عن الأرآء فى النظام العراقى ولكن إذا نظرنا للعراق الآن سنجدها دولة مفتتة داخلياً،منهوبة خارجياً،مقسمة جغرافياً.
فالجيش المصرى الآن هو الدرع الحصين بعد الله(عز وجل) للحفاظ على مصر،والذى كما رأينا يسهل الإيقاع بينه وبين الشعب.
والآن عزيزى القارئ قد تتساءل...ما علاقة كل ما سبق بالعنوان؟!!
إذا نظرنا إلى النقاط السابقة سنجد أنها تمثل لَبِنَات فى جدار يفصل بين الجيش ونفسه...كيف هذا؟!!...
الآن قادة المجلس العسكرى يأجلون الإنتخابات يوم بعد يوم، تحت ظغوط متوالية من الداخل والخارج،إضافة إلى الاستعطاف الذى ما زال متواجداً من قِبَل بعضهم تجاه الرئيس المخلوع...
ومع رغبة الشعب الشديدة فى إجراء الانتخابات مع فئة كبيرة من ابنائه والذين ليسوا سوى عساكر وظباط الجيش المصرى...
نجد أن ما حدث ويحدث الآن ليس سوى تباعد المسافة بين قادة الجيش المؤَجِلِين للانتخابات والعساكر والظباط الذين يرغبون إجراء الإنتخابات والعودة إلى ثكناتهم.
والآن إلى السؤال الأهم...
ماذا لو رغب أحد الظباط فى أن يكون عبد الناصر الثانى؟؟...
وقام بانقلاب على من يحكم مصر...
والذى ليس سوى...المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية...
هل تعلمون ماذا سيحدث؟...
سينقسم الجيش بكل طوائفه إلى شطرين...
أحدهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة،لرؤيتهم بأنه الممثل الشرعى،أو الدرع الحصين،أو لرغبته فى بقاء السلطة فى يد الجيش...
والشطر الثانى مع الفئة المستَجَدة، والذى يرى فيها بأنها وجوه جديدة ستتفاهم فى إجراء الانتخابات،أو فى إصلاح المؤسسات،أو أيضاً لرغبتهم فى بقاء السلطة فى يد الجيش...
ومع هذين الشطرين سيحتار الشعب إلى أيهما يميل،ومن حقاً الصادق فى تسليم السلطة للشعب ليكون معه،أضِف إلى ذلك الإعلام المضلل...
حينها ستكون مصر فريسة نائمة فى وادى للذئاب...
ولن يبقى لها سوى خالقها...
لهذا أقول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة...
أجرِ الانتخابات هداك الله أجرى & فـإن الـوقت من بين أيدينا يجرى
لـو ظـن الشـعـب فيك يوماً شراً & لن يقولَ بعدها مصرىٌ أين أجرى؟
فى الختام أقول،إياك وأن يظن بى احد بأننى أَظهر بمظهر المُحَذِر بينما اشعل الفتنة...
كلا والله...وأشهد الله بأننى ما كتبت هذا الكلام إلا لشعورى بخطر يداهم مصر،
ومع ذلك فإنى متفائل خيراً بإذن الله...
واسأل الله أن يولى مصر من يصلح، وان يهدينا إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد حمدى(الكاتب الشاب)
قد تستغرب عزيزى القارئ إن قلتُ لك بأن هذا أول مقال لى فى عالم الصحافة والإعلام...بل فى حياتى كلها، وتقول لماذا كل هذا التشاؤم؟!!...
وربما لم تكن فهمتَ بعد معنى هذا العنوان،ولكن أى عاقل لا ينكر بأن العنوان رغم غرابته، فهو يحمل نصيباً من التشاؤم.
والحقيقة هى أن الأمر سيختلف فى نظرك لو فهمت قصدى،وأدركتَ معى بأن الأمر جد خطير...
خاصة فى دولة مثل مصر...
ولهذا ساقص ما حدث معى من البداية ليدرك القارئ ما الذى دفعنى لكتابة هذا المقال.
فى يوم الحادى عشر من فبراير عام الفين وإحدى عشر2011/2/11 تنحى الرئيس السابق(محمد حسنى مبارك)عن الحكم إبان ثورة 25 يناير،وتنحت معه ثلاثين عاماً من تاريخ مصر،لينتقل الحكم إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
حينها وبعد صلاة العشاء،تكلم إمام المسجد قائلاً بالنص:((الأمر لم ينتهى...بل هو الآن بدأ...سلاح الطيران متعاطف مع الرئيس المخلوع...وباقى الاسلحة غير متعاطفة، أو تعاطف بسيط... والمشكلة الآن هى أن يحدث إنشقاق فى الجيش...وتصبح مصر عراقاً ثانية....))
بهذه الجملة أنهى الرجل كلامه،والذى تعلقت منه جملة بذهنى لم أنساها إلى اليوم،ألا وهى:((والمشكلة الآن هى أن يحدث إنشقاق فى الجيش...وتصبح مصر عراقاً ثانية....)).
ومع الفرق الكبير بين حال مصر حينها وحال العراق،إلا أننى وجدت بأننا وبشكل ما نقترب حقاً من منحى أشبه بكثير مما آلت إلى العراق،ألا وهو...
أولاً:بعد استفتاء 19 مارس عام 2011،تحول الشعب من أعظم شعب فى العالم ،الذى أسقط أكبر نظام فى افريقيا،وكان مثالاً للعالم،و...و...،إلى شعب غير مستعد للديموقراطية،غُرر به فى الاستفتاء،و....و....،هذا فقط لأن النتيجة جائت على غير هوى بعض رجال الأعمال الذين يتحكمون فى الإعلام فى مصر.
وبالمقارنة هنا نجد بأنه تماماً ما حدث للشعب العراقى من التقليل منه، والتصغير من شأنه،وجعل العراق فقط مختزَلا فى اسم رئيسه والعائلة الحاكمة.
ثانيا ً:اصدر المجلس العسكرى فى مصر بياناً دستورياً أكد فيه على ان السلطة ستسلم للشعب بعد ستة اشهر،لنجد فيما بعد بأن المدة زادت شهرين آخرين، ثم شهر آخر،ثم...ثم...إلى أن تخيل الشخص بأن كلمة الإنتخابات لن يسمعها مرة اخرى.
وإذا قارنَّا هنا نجد بأن هذا شبه ما حدث فى العراق ألا وهو الإستئثار بالسلطة...
وحتى لا تفهمنى خطأ عزيزى القارئ، إياك وأن تظن يوماً بأنى كتبت هذا المقال طعناً فى الجيش أو فى المجلس العسكرى...كلا والله...بل كل ما أقوله هو فقط تنبيه ونصيحة من ابن لأشخاص فى سن أجداده أروا العالم من هو الجيش المصرى.
ثالثاً:المحاولات المتكررة للوقيعة بين الجيش والشعب،وآخرها أحداث ماسبيرو - والتى سنتحدث عنها لاحقاً بإذن الله- وما سبقها من انفلات امنى فى انحاء مصر كلها،جعل من السهولة بمكان الوقيعة بين عمودى الأمة المصرية الجيش والشعب.
وبالمقارنة هنا نجد بأن العراق واجه نفس المسألة عند العدوان الامريكى على العراق وإسقاط النظام فيها،بغض النظر عن الأرآء فى النظام العراقى ولكن إذا نظرنا للعراق الآن سنجدها دولة مفتتة داخلياً،منهوبة خارجياً،مقسمة جغرافياً.
فالجيش المصرى الآن هو الدرع الحصين بعد الله(عز وجل) للحفاظ على مصر،والذى كما رأينا يسهل الإيقاع بينه وبين الشعب.
والآن عزيزى القارئ قد تتساءل...ما علاقة كل ما سبق بالعنوان؟!!
إذا نظرنا إلى النقاط السابقة سنجد أنها تمثل لَبِنَات فى جدار يفصل بين الجيش ونفسه...كيف هذا؟!!...
الآن قادة المجلس العسكرى يأجلون الإنتخابات يوم بعد يوم، تحت ظغوط متوالية من الداخل والخارج،إضافة إلى الاستعطاف الذى ما زال متواجداً من قِبَل بعضهم تجاه الرئيس المخلوع...
ومع رغبة الشعب الشديدة فى إجراء الانتخابات مع فئة كبيرة من ابنائه والذين ليسوا سوى عساكر وظباط الجيش المصرى...
نجد أن ما حدث ويحدث الآن ليس سوى تباعد المسافة بين قادة الجيش المؤَجِلِين للانتخابات والعساكر والظباط الذين يرغبون إجراء الإنتخابات والعودة إلى ثكناتهم.
والآن إلى السؤال الأهم...
ماذا لو رغب أحد الظباط فى أن يكون عبد الناصر الثانى؟؟...
وقام بانقلاب على من يحكم مصر...
والذى ليس سوى...المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية...
هل تعلمون ماذا سيحدث؟...
سينقسم الجيش بكل طوائفه إلى شطرين...
أحدهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة،لرؤيتهم بأنه الممثل الشرعى،أو الدرع الحصين،أو لرغبته فى بقاء السلطة فى يد الجيش...
والشطر الثانى مع الفئة المستَجَدة، والذى يرى فيها بأنها وجوه جديدة ستتفاهم فى إجراء الانتخابات،أو فى إصلاح المؤسسات،أو أيضاً لرغبتهم فى بقاء السلطة فى يد الجيش...
ومع هذين الشطرين سيحتار الشعب إلى أيهما يميل،ومن حقاً الصادق فى تسليم السلطة للشعب ليكون معه،أضِف إلى ذلك الإعلام المضلل...
حينها ستكون مصر فريسة نائمة فى وادى للذئاب...
ولن يبقى لها سوى خالقها...
لهذا أقول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة...
أجرِ الانتخابات هداك الله أجرى & فـإن الـوقت من بين أيدينا يجرى
لـو ظـن الشـعـب فيك يوماً شراً & لن يقولَ بعدها مصرىٌ أين أجرى؟
فى الختام أقول،إياك وأن يظن بى احد بأننى أَظهر بمظهر المُحَذِر بينما اشعل الفتنة...
كلا والله...وأشهد الله بأننى ما كتبت هذا الكلام إلا لشعورى بخطر يداهم مصر،
ومع ذلك فإنى متفائل خيراً بإذن الله...
واسأل الله أن يولى مصر من يصلح، وان يهدينا إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد حمدى(الكاتب الشاب)