المستقبل الإلكترونيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المستقبل الإلكترونيهدخول

منكم وإليكم.. لتعبر عنكم


السفير محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث السابق باسم الأزهر الشريف

19082011
السفير محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث السابق باسم الأزهر الشريف

عمرو عبد المنعم ، وشيماء عبد المنعم -مقتبس من محيط

* أرجو أن يكون رئيس مصر القادم عادلا لا يظلم سواء أكان إسلامي أم ديمقراطي
* أنا متفائل وقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر
* أي حاكم لا بد وأن ينحاز للفقراء، والثورة لم تكتمل بعد
* أتمني أن يصبح الأزهر ودار الإفتاء منارات لإيضاح الحق
* الهجوم علي التيار الإسلامي بسبب خوف عميق من الصحوة
* نريد دولة حرة يتساوى الناس فيها أمام القانون

الحوار مع قيمة علمية وسياسية مثل السفير/ محمد رفاعة الطهطاوي حوار هام ويحمل أبعادا كثيرة مختلفة ،لأنه كان المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف، فقد اختاره الإمام الأكبر د/ أحمد الطيب لهذا المنصب الرفيع ، وذلك لما له من مكانة دولية تخدم رسالة الأزهر العالمية بنشر صحيح الإسلام بمنهجه المعتدل.

كان السفير الطهطاوي قد عمل سفيرا لمصر في ليبيا وإيران وكذلك شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية ثم عميد المعهد الدبلوماسي.

ومن الجدير بالذكر أن نذكر أن جده رفاعة الطهطاوي يعد من رواد التنوير في العصر الحديث.

استقال السفير الطهطاوي من الأزهر فى بداية ثورة 25 يناير اعتراضا على فساد النظام السابق وعنفه ضد المتظاهرين وأنضم للثورة بميدان التحرير حتى رحل الرئيس المخلوع مبارك.
كما دعم الطهطاوي الوحدة الوطنية بذهابه إلى قرية صول للمصالحة بين المسلمين والأقباط على أثر أحداث كنيسة
الشهيدين.
وطالب بشدة الإفراج عن السجناء الإسلاميين بسجن العقرب ، بل وتطوع لزيارتهم أكثر من مرة .

أحد الذين رشحوا في التعديلات الوزارية الأخيرة بقوة لمنصب وزير الخارجية خلفاً لمحمد العرابي، إلتقته شبكة "محيط " ودار بينهما هذا الحوار : ـ
السفير محمد  رفاعة الطهطاوي المتحدث السابق باسم الأزهر الشريف  06f9a45815e959815c0da1c26ec4c28f


س: ربما رأي البعض موقفك في الايام الأولي من ثورة 25يناير تحولاً جذرياً ، فقد خلعت عباءة المؤسسة الدينية وانضممت لشعب سريعاً فهل هذا صحيح ؟

من وجهة نظري كنت أفضل ان لا نتحدث في هذا الموضوع وان نتحدث عن المستقبل ولكني أريد ان أوضح موقفي من النظام السابق حتى لا يتهمني البعض باني من " المتحولين " بعد الثورة .
فأنا ارى ان النظام السابق كان نظاما فاسدا ، ولم يكن كذلك فحسب بل جمع بين الاستبداد والفساد والعمالة للقوى الأجنبية .



س : هل الاستبداد والفساد والعمالة لم تكن مبررات كافية لإحداث تغيير في النظام السابق ؟

قبل ثورة الـ 25 من يناير كانت جميع السبل مسدودة أمام التغيير السلمي،فالانتخابات كانت مزورة والنقابات مصادرة والعمل الخيري يتعرض للتضييق، حتى لو توسلت بأي وسيلة للإصلاح تجد الأبواب كلها مغلقة.
وجاءت الثورة لتفتح بابا للأمل والتغيير ولم أكن أتوقع ان تحدث الثورة تغييرا ملموسا ولكني أدركت يوم الجمعة 28 من يناير ان هناك مواجهة حقيقية بالفعل وأن هناك إمكانية فعلية لتغيير النظام .
وأقصد بالمواجهة الحقيقة أن هناك مواجهات خيالية لا تتوافر لها أسباب النجاح، لكني وجدت يوم 28 انا هناك فعلا معركة دائرة بين طرفين يمكن ان تُغير الوضع القائم .



س: هل يعني ذلك انك قررت الاستقالة من منصبك كمتحدث رسمي باسم الأزهر والمشاركة في الثورة عندما ادركت ان هناك بالفعل فرصة قوية للتغيير ؟

نعم، فالمعركة التي كانت دائرة وقتها كانت تتطلب ان يلقي كل منا بثقله فيها لأنها معركة ربما تُحسم بقشة اذا ألقيت في كفة الميزان رجحته ومن ثم شاركت فيها .
ومسالة الاستقالة كانت مسالة طبيعية فمن الصعب أن تجمع بين موقف ثوري متطرف وصارم، وأن تستمر في منصب رسمي، وقد يحسب وقتها موقفك على المؤسسة التي تنتمي إليها .



س : من وجهة نظرك هل نجحت الثورة المصرية في تحقيق طموحات الثوار والشعب والجيل العريض من الشباب ؟

يجب ان نكون واقعيين في تحليلنا لهذا الموقف فثورة الـ 25 من يناير ثورة لم تكتمل بعد ، لان الثورة تكتمل بأمرين أولا : ان تكون السلطة ثورية ويصل الثوار الى الحكم، وثانيا: ان تتحقق أهداف الثورة .

وأهداف الثورة المصرية هي " الحرية، التغيير ، العدالة الاجتماعية" وبالنسبة للحرية فقد حصلنا على جزء منها، وستكتمل عندما يقوم نظام مدني ديمقراطي تقوده حكومة منتخبة من الشعب .
اما " العدالة الاجتماعية " فستتحقق عندما تستطيع الحكومة المنتخبة بإرادة الشعب اتخاذ الإجراءات التي من شانها توزيع الناتج القومي بشكل أكثر عدالة .
لذا فأنا اقول إن أي حكومة رشيدة في مصر يجب ان تنحاز للفقراء وهذا موقف منطقي وليس موقفا اشتراكيا ولا إيديولوجيا، فدعنا نتفق على أن الحاكم هو أجير لدى الامة وعليه ان يحقق مصالح الأمة والأكثرية من الناس ، واذا كانت أكثرية الناس من الفقراء فعلى الحاكم ان يتوخى في سياسته الاقتصادية مصلحة الفقراء.
وهذا ليس معناه الإضرار بحق الملكية الخاصة او الظلم لفئة معينة لتحقيق مصالح فئة أخرى، بل يجب أن تكون الملكية في إطار من التوازن بين حق الفرد وحق المجتمع .



س : يرى البعض أن المؤسسة الدينية بعد الثورة ما زالت تسير وفقا لما كانت عليه قبل الـ 25 من يناير فما تعليقك على هذا الأمر وأنت تنتمي الى مؤسسة "الازهر الشريف" ؟

يجب أن نقرر حقائق أساسية فمفهوم المؤسسة الدينية لا وجود له في الإسلام ،الإسلام دين لا كهنوت فيه، لكن هناك علماء يؤخذ منهم ويرد بقدر علمهم وبقدر ما لهم عند الناس من ثقل .
والمؤسسة الدينية الرسمية خلال العقود الماضية، كانت مواقفها متطابقة مع مواقف السلطة تحرم وتحلل كما تريد السلطة في معظم الأحوال .




س: كيف ترى "الأزهر الشريف"و"دار الإفتاء المصرية" كمؤسسات دينية بعد الثورة ؟

نحن الآن أمام مرحلة جديدة في تاريخ الأمة، وقد تحررت من النظام السلطوي الفاسد، ويجب ان يكون هذا المناخ عاملا مشجعا للعلماء في "الأزهر الشريف"كي يتخذوا مواقف تنطلق من صحيح الدين وتحقق مصلحة الأمة .
وأتمنى ان يصبح" الأزهر الشريف" و"دار الإفتاء المصرية"، منارات لإيضاح الحق بغض النظر عن مصادفة هذا الحق هوى الحاكم ام لا، والدكتور احمد الطيب ، شيخ الازهر الحالي، منذ ان تولى مهام منصبه وهو حريص على استعادة كثير من استقلال ومصداقية الأزهر، وأتمنى ان يستمر هذا الاتجاه.



س: كيف ترى التيار الإسلامي، وهل لدى هذا التيار مشكلة في توضيح رؤيته ؟

هناك أخطاء يرتكبها بعض أبناء التيار الإسلامي لعدم إدراكهم لفقه الأولويات فنحن في مرحلة بناء واستعادة لحرية الأمة نحاول فيها إزالة نظام قمعي مستبد تآخى فيه الظلم مع الباطل لمدة 60 عاما لذا فلابد ان ندرك ضرورة التدرج وإعمال فقه الأولويات .
كما أن بعضاَ من إخواننا في بعض الأحيان يستخدمون خطابا يخيف الناس وليس هذا من الحكمة في شيء فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز } ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة{ الآية ، ونحن إذن مطالبون بالحكمة والحوار .
فهناك بعض أفراد التيار الإسلامي وقد استمعت الى خطب بعضهم وهي خطب تنفر الناس سعيا وراء شعبية، في حين ان هناك قاعدة شريعة مهمة الا وهي " درء المفاسد مقدم على جلب المنافع " وهذا شيء يجب ان يكون مأخوذا في الاعتبار .



س: في الآونة الأخيرة يتعرض الإسلاميون لهجوم شديد جدا البعض يراه مبررا والبعض الآخر يراه عكس ذلك، مارأيك في هذه القضية ؟

الهجوم الذي يتعرض له بعض إفراد التيار الإسلامي ليس بسبب الخطأ في التعبير عن أنفسهم ، ولكن بسبب مخاوف عميقة لدى القوى المعادية لهذه الأمة من صحوة إسلامية تعيد لمصر قيادتها للعالم العربي والإسلامي وتمكنها من مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني في المنطقة .
وهم يدركون ومن يروجون لهم جهلا او قصدا في الداخل ان الإسلام هو دعامة القوة لهذه الأمة والسند الحقيقي لصحوتها، وهم يهاجمون التيار الإسلامي مستغلين أخطاء بعض إفراده ومخاوفهم الحقيقة من خيار الشعب الحر وهو الخيار الإسلامي .
وعلى الرغم من ذلك فإني لا أريد ان اتهم أحدا ولكني أقول أن " الحرية هي الحل " او } تعالوا الى كلمة سواء { الآية فليطرح كل منا ما لديه في حرية تامة واحترام متبادل بغير تكفير او تخوين وليرى الناس بعد ذلك ما يشاءون .



س: باعتبارك تنتمي الى احد أطياف الاتجاه الإسلامي كيف ترى شكل الحوار مع التيارات الأخرى ؟

اقول لكل من يهاجم التيار الإسلامي، اننا لا نرد الهجوم بهجوم ولا نواجه دعاوى الإقصاء بدعاوى إقصاء، وانما نقول بوضوح وصراحة نحن نريد دولة حرة يتساوى فيها الناس أمام القانون، ويكون فيها الخيار للإرادة الشعبية الحرة ونثق في ان الله فطر الناس على الخير وان خيارهم سيكون هو الخيرا .
فأنا على الرغم من انتمائي الى احد من أطياف الاتجاه الإسلامي، لكني في كل الأحوال أرحب ان يدعو كل صاحب فكر الى فكره، حتى لو كان فكرا ملحدا شريطة ان يترك أصحاب الدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي يدعون أيضاً لفكرهم في حرية وليرى من يختاره الناس .



س : أليس في هذا افتئات على الحكم الشرعي ؟

واقول ان هذا ليس فيه افتئات على الحكم الشرعي فالله يخاطب الرسول قائلا } لو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا{ الآية ويخاطب البشر جميعا }ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر { الآية وأيضاً قوله تعالي}لا إكراه في الدين{ الآية فالثواب والعقاب مناطهم الاختيار .
فأنت لك اختيار حر ونحن نؤمن بالاختيار الحر، كما اننا لا نريد ان نحكم على ضمائر الناس، و بناء على اختيارك ستلقى جزاءك ونحن .
ولكننا لا نقبل ان تفرض قلة تسمي نفسها " نخبة او غير ذلك " على جماهير الشعب المصري ما لا يؤمن به فنحن نريد الاحتكام لجماهير الشعب، فالله سبحانه وتعالى فطر الناس على الخير .
ومن ثم فنحن نطالب بالحرية والديمقراطية والشورى بعمق كوسيلة لتحقيق حرية الاختيار للناس، ونثق في ان اختيارهم سيكون اختيار للخير واذا اختار الناس عكس ذلك فهذه مسؤولية الدعاة الذين يقصرون في أداء واجبهم .


س : التيار الاسلامي يحاول الاندماج في المجتمع عبر تشكيل أحزاب سياسية فما رأيك ؟

فكرة المشاركة الحزبية لأبناء التيار الإسلامي هي فكرة محمودة، لأنها تعني الإيمان بالمسار السلمي والعمل على نشر الدعوة والفكرة عن طريق قلوب الناس وعقولهم .
وتعد أيضا مؤشرا على إدراك الحركة الإسلامية ككل ان منهج العمل العنيف سقط فرضه بسقوط النظام التسلطي الذي لا يتيح منفذ للعمل السلمي اما الآن فالأبواب مفتوحة أمام كافة التيارات، واللجوء لغير ذلك لا مبرر له لا عقلا ولا شرعا .


س : اين سعادة السفير من العمل السياسي الان ؟

أتابع الحياة السياسية الآن متابعة دقيقة، فموقفي منها ليس سلبيا مع حفاظي على استقلالي ، ولكن دون ان انضم الى حركة او جماعة فانا أريد ان أكون بمثابة رجل يقول رأيه بصراحة وموضوعية دون ان يتقيد بجماعة معينة او تنظيم معين .
فالثورة ليست شعارات مجردة وليست خلافا على مسائل نظرية، ولكنها تستهدف ان يكون الناس أكثر رخاء، وسيتم ذلك اذا تولت السلطة حكومة شعبية منتخبة تستطيع مواجهة التحديات الخاصة بالتنمية والأمن .


س: السفير محمد رفاعة الطهطاوي له باع سياسي طويل، كما انك تنتمي لعائلة سياسية فلماذا لا ترشح نفسك للرئاسة ؟

السؤال هو لماذا أرشح نفسي؟ فاي شخص قبل ان يرشح نفسه لهذا المنصب عليه ان يبحث في عدة أمور أولا : هل يستطبع ان يتحمل هذا العبء ويؤديه على نحو مرضي ؟ وثانياً : هل لديه مؤهلات تسمح لك بتولي المنصب في هذه المرحلة ؟ .

وعلى اية حال ارجو من الله تعالى ان يكون رئيس مصر القادم واحد من اثنين اما ان يكون صاحب توجه إسلامي منصف رشيد عادل يعدل بين الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين واما ان يكون على الأقل بمثابة " الحكم المحايد " ديمقراطي حقيقي لا يظلم احد ولا يضيق على احد ولا يرفض تيارا او يحظر تيارا ، ويتيح الحرية لكل فصائل الشعب المصري .


س : المشكلة القبطية والفتنة الطائفية من أهم الملفات المطروحة بقوة بعد الثورة فكيف ترى التعامل مع هذا الملف ؟

أخطر ما يهدد مصر حاليا الفتنة الطائفية، ولذا فعلينا ان نعمل على وأد الفتنة لأنها مقتلنا وهنا اشدد على ما قلته سابقا بشأن فقه الأولويات .
فلا يجوز ان تورطنا مسالة صغرى في امور يمكن ان تثير فتنة طائفية تهدد الامن القومي المصري والعربي كله، فعلينا الاستمرار في الاعتصام بالوحدة الوطنية، والعلاج الحقيقي يكمن في تحقيق المساواة وسيادة القانون .


س : ماذا عن مستقبل مصر من وجهة نظرك ؟
بالطبع انا متفائل بالمستقبل، فهل كنا تتصور ان يسقط نظام مبارك يوم 25 يناير، وهل كنا نتصور ان تغل يد امن الدولة عن قمع الناس وانتهاك حرياتهم بهذا الشكل .

إذن فالمستقبل ليس قدرا نشاهده ونحن غائبون بل هو تحدي نحققه بجهادنا وإصرارنا فلسنا مجرد متفرجين بل نحن مشاركين في تحديد مستقبل مصر كبلد حر مستقل من الهيمنة الأجنبية.
وهذه هي رسالتنا وواجبنا ولن نسكت عن هذا ، فالشعب عرف ان له قوة وقدرة ولن يركن الى الاستسلام والسلبية فنحن خرجنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وانا متفائل وارى ان هناك نصرا قادما للأمة في الداخل والخارج .

تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى